- نوفمبر 10, 2017
- تم النشر من قبل: Anas Mokayad
- التصنيف: مقالات

الحلم الأمريكي يجذب الشباب السويدي لكنه قد يجلب معه كابوس لتعويض التقاعد
نقلاً عن موقع The Local – أظهرت دراسة حديثة قام بها اتحاد العمال السويديين بأن ما نسبته واحد الى كل 3 سويديين ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و 36 عاما يحلمون أو يرغبون بالعمل خارج السويد.
كما أشارت دراسة استطلاع الرأي هذا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الوجهة الأولى المفضلة لدى هؤلاء تليها كل من بريطانيا ومن ثم أستراليا في المرتبة الثانية والثالثة على التوالي.
على الرغم من أن النسبة التي ابدت رغبتها بالسفر والعمل خارج السويد كانت حوالي 30% من شريحة الاعمار التي ذكرناها سابقا الا ان نسبة ضئيلة منهم فقط تبدو واعية ومدركة للأثر السلبي المحتمل لمثل هكذا قرار على مستحقات التقاعد خاصتهم، ألا وهو قضاء فترة من حياتهم المهنية والإنتاجية خارج السويد.
فقط 10% ممن أعربوا عن رغبتهم بالعمل خارج السويد افادوا بانهم قد اطلعوا على الأثر المحتمل لقرارهم هذا على مستحقاتهم التقاعدية، بينما أفاد أقل من 6% منهم أنهم قد نظروا في كيفية حصولهم على التعويضات الاجتماعية.
يوما بعد يوم تزول العقبات أمام تنقل الأفراد في سوق العمل و تتقلص ليصبح سوق العمل عالميا وتبعا لهذا فإن أحلام الناس بالعيش والعمل في الخارج تزداد شيئا فشيئا، و الكثيرين يرغبون في السفر ورؤية العالم وهذا أمرجيد، لكن الكثيرين يتلقون صدمة عندما يعودون إلى بلدهم ويجدون أن حقوقهم ليست كحقوق الاخرين الذين عملوا في السوق السويدي ولم يغادروها.
هنريك ايرنبرغ المدير السياسي لاتحاد العمال صرح للصحافة محذرا السويديين الذين عملوا بالخارج بأن عليهم أن يقارنوا ويوازنوا بين إيجابيات العمل بالخارج واكتساب ثقافة جديدة وبين الأثر السلبي لهذا القرار عند عودتهم لدريارهم.
أحد الأشخاص الذي أمضى بعض سنوات من حياته المهنية في قطاع المالي في نيويورك قال للتلفزيفون السويدي أنه تعرض لصدمة عندما وجد أن مستحقات التقاعد الخاصة به قد تعرضت لضربة قوية بعد عودته للسويد.
حدث هذا عندما تسلمت أول رسالة حول المعاش التقاعدي الذي سوف استلمه عندما أبلغ سن 65 أصبت بصدمة. هذا جعلني افكر انه كان يجب علي ان افكر بهذا قبل ان اسافر ( كان ينبغي علي ان اعمل خطة للتقاعد ).
وقال اتحاد العمال أنه سيفتح مكتبا له فى بروكلين لمساعدة السويديين في فهم أثر العمل في الخارج على مستحقات التقاعد الخاص بهم.
وقال إهرنبرغ: “إذا كان لديك معرفة مسبقة بهذا الأمر وقمت بإعداد نفسك قبل الذهاب يمكنك تجنب بعض المفاجآت غير السارة عند العودة إلى الديار”.
تحليلنا الخاص:
حسب معطيات سوق العمل فإن الشباب السويدي عادة ما يبدأ بالعمل بعد سن 18، لذا فإن المؤشرات تدل على أن نقصا في سوق العمل من الفئة الشابة سوف يحدث في السنوات المقبلة إذا ما تحققت أحلام هؤلاء بالسفر والعمل خارج السويد.
ومن وجهة نظر بعيدة المدى نرى أن السويد سوف تحتاج إلى مراجعة سياسة الهجرة لجذب أعداد أكبر من المهاجرين الجدد بعد أن تراجعت أعداد المهاجرين للسويد بشكل كبير نتيجة القوانين الأخيرة التي تم اعتمادها من قبل البرلمان السويدي قبل مايقارب العامين والذي تراجع معه ترتيب السويد عالميا فيما يخص قضايا اللجوء والهجرة.
الأرقام تدل على أن ثلث الطاقة الشابة تفكر وتحلم بالسفر والعمل بالخارج وان تحقق هذا فمن شأنه أن يؤثر بشكل كبير على أغلب القطاعات الاقتصادية في البلاد.
وتجدر الاشارة الى ان ما نسبته 10 % فقط من الذين تم استطلاع آرائهم يدركون أن للعمل في الخارج تأثير كبير على مستحقات التقاعد خاصتهم وهذا بدوره يدل على جهل النسبة الباقية من الشباب بقوانين العمل المتعلقة بالتعويضات التقاعدية او اهمالهم لها لذلك قرر الاتحاد فتح مكتب خاص لشرح هذه القوانين لهؤلاء.
واخيرا نحن نرى ان من المهم معرفة سبب رغبة هؤلاء بالسفر والعمل خارجا ومغادرة البلاد، هل ياترى قوانين العمل أو معدلات الضرائب؟ أم الطقس في السويد؟ أم أن هناك أمورا أخرى لأن الدراسة لم تتطرق إلى ذكر الأسباب على الإطلاق!
اولا الضرائب ثم الطقس
نقلا عن صديق سويدي
شكرا لكم