- أكتوبر 15, 2017
- تم النشر من قبل: Anas Mokayad
- التصنيف: مقالات

إعداد البيانات المالية
عندما يقترب موعد تقديم البيانات الختامية Bokslut الى دائرة الضرائب Skatteverket تجد العديد من أصحاب الشركات يستعلمون عن الميزانية العمومية وقائمة الدخل (حساب الأرباح والخسائر)، ويتواصلون مع المحاسب أو مع شركة المحاسبة التي وكلوها لمتابعة أمورهم المالية والضريبية لمعرفة هل تم انجاز الميزانية الخاصة بهم أم ليس بعد! ومن خلال مراقبتنا للعديد من الحالات وجدنا أنه غالباً عندما يقوم المحاسب بإنهاء العمل بالميزانية يحدث التالي:
- يقوم صاحب العمل بقراءة صافي الربح أو صافي الخسارة.
- لا يقرؤون الميزانية مطلقاً، او بالأحرى لا يعرفون الغاية الحقيقية للميزانية ولا يعرفون كيفية استخدامها.
من المحتمل جدا أن يكون المحاسب أيضا لا يعرف أن يحلل الميزانية ولا يعرف ماهية عناصرها، وإنما يقتصر عمله على إدخال بيانات مالية في برنامج المحاسبة حيث يقوم البرنامج بعمل الميزانية اوتوماتيكيا فيقتصر دوره بتسليمها الى صاحب الشركة. فالكثير من المحاسبين يمتهنون المحاسبة كمهنة حرفية أدواتها المعرفة السطحية والإلمام ببرنامج محاسبة.
هنا يأتي السؤال ماذا استفاد صاحب الشركة من إعداد البيانات الختامية ( الميزانية وقائمة الدخل)؟
من الممكن أن يجيب البعض أنها مطلوبة لغايات ضريبية، وهنا نقول أنه بالرغم أن الميزانية الختامية قد تكون غير مطلوبة للشركات الصغيرة ، لكن هذا لا يعني أنها غير ضرورية أولا داعي لإعدادها مطلقا.
هل المحاسب يعرف كيف يحلل الميزانية والبيانات الختامية الأخرى؟ واذا افترضنا أن الاجابة نعم سيأتي السؤال التالي:
هل أعطى المحاسب أو خصص جزء من وقته لهذا العميل وقام بتحليل الميزانية الخاصة به وخصص جلسة خاصة لمناقشتها مع صاحب الشركة أو مالك الشركة ليشرح له مركزه المالي و أماكن القوة والضعف في عمله وماذا يجب عليه أن يعمل مستقبلا في السنة القادمة؟
إذا قمنا بتحليل ما يحدث في الواقع فستكون الإجابة بنسبة كبيرة لا، والاسباب كثيرة منها:
- المحاسب لا يعلم كيف يقوم بعملية التحليل العلمي للميزانية في كثير من الأحيان يتجاهل هذا الأمر تماما.
- المحاسب دائما مشغول ولا يعطي الوقت الكافي لعملائه
- صاحب الشركة لا وقت لديه أو غير مهتم ولم ينبهه أحد إلى أهمية هذا الأمر لأسباب كثيرة.
الغاية الرئيسية من اعداد البيانات الختامية
إن الغاية الحقيقية من إعداد البيانات المالية ليست لمعرفة الاستحقاق الضريبي أو تسليم هذه المستندات لهيئة الضرائب فقط، وإنما الهدف الرئيسي من إعداد البيانات المالية وأهمها الميزانية هي معرفة المركز المالي الحقيقي للشركة، والقيام بعمليات تحليلية تفيد صاحب الشركة بتطوير عمله وتساعده في عمليات اتخاذ القرار في أعماله. أمثلة عن بعض الأمور التي يمكن أن توضحها الدراسات التحليلية للميزانيات:
- التنبؤ بالعجز المالي أو بالإفلاس على المدى الطويل أو المتوسط.
- هل تستخدم الشركة أصولها بطريقة صحيحة؟
- تحليل المخزون ومعرفة سرعة دوران البضاعة ونسبة المخزون بطيء الحركة؟
- تحليل الديون ومعرفة طبيعتها وجودتها، نسبة الديون المشكوك في تحصيلها وأثرها على عمل الشركة؟
- قياس مقدرة الشركة على الإيفاء بالتزاماتها.
الجدير بالذكر أن الكثير من حالات الإفلاس كان يمكن تفاديها لو أن الشركة لديها محاسب ومدير مالي كفؤ يقوم بهذه التحليلات ووضع الحلول لها لأن ما يسمى بالعجز المالي لا يولد بشكل مفاجئ أو لحظي.
نقطة أخيرة نريد أن نؤكد عليها ان الغاية الاساسية من إعداد البيانات المالية هي مساعدة الإدارة في عملية اتخاذ القرار و لغايات التخطيط المستقبلي وتطوير العمل وليس فقط تسليم هذه البيانات للهيئات الضريبية، ولو ان الميزانية غير مفيدة لماذا اذا تطلبها الهيئات الحكومية والضريبية وتصر عليها، بل ويفرض القانون للشركات الكبيرة ويجبرون الشركات الكبيرة بوضع محاسب مؤهل للقيام باعدادها وفق معايير محاسبية دولية وقانونية.
في الختام نتمنى من اصحاب الشركات أن يعرفوا أهمية هذه البيانات وكيفية استخدامها لتطوير أعمالهم وتجنبهم للكثير من المشاكل المالية والإدارية المستقبلية.