- سبتمبر 14, 2018
- تم النشر من قبل: Anas Mokayad
- التصنيف: مقالات

إن فشل المشاريع هي حقيقة وواقع، فالتاريخ مليء بالقصص التي تروى سيّر حياة شركات عملاقة أخفقت واندثرت عبر الزمن، هذا حدث في الماضي ومازال يحدث في الحاضر وسيستمر في المستقبل. عندما تواجه لحظات حقيقية للفشل فهناك إحتمال كبير أن تستسلم لها بشكل تام لتكون بذلك قد حكمت على عملك وشركتك بالنهاية ولتذهب جهود سنوات طويلة قد قضيتها في عملك أدراج الرياح..
كيف تحمي شركتك من الفشل؟ هل هناك مؤشرات أو قواعد وارشادات عامة قد تحول دون الوصول إلى الفشل؟
في هذه المقالة نحاول تسليط الضوء على أكثر النقاط حساسية تجاه الفشل الإداري في الشركات، ومن وجهة نظرنا يمكن لكثير من المدراء تجنب الفشل لشركاتهم إذا ما أخذت هذه النقاط بعين الاعتبار.
١- المعرفة بالنتائج السلبية والقرارات الخاطئة
عدد كبير من أصحاب الأعمال يسعون وراء جمع المعلومات الإيجابية من الزبائن، ويركزون عليها ويهملون جمع الانطباعات السلبية أو النتائج السلبية، بينما في الحقيقة يتوجب عليك الاهتمام بالأثنين معا، خاصة في الحالات الحرجة أو الظروف الصعبة التي تمر بها الشركات. من الأفضل دائماً التركيز على تحليل الانحرافات السلبية أولا والبحث عن أسبابها والبدء في معالجتها ووضع الحلول العملية لها وذلك قبل التوجه إلى الانحرافات الإيجابية في الخطة لأنه بكل بساطة التركيز على الانحرافات السلبية يساهم بشكل أكبر في حل المشاكل التي تعاني منها الشركة والتي من الممكن أن تساعدها على الخروج من الوضع المتأزم، أما تحليل الانحرافات الإيجابية فمن شأنه تعزيز نقاط القوة في الشركة ودعمها بشكل أكبر ولكن أثره يكاد لا يذكر في معالجة المشاكل الحالية التي تعاني منها الشركة والتي تتطلب إيجاد حلول إسعافية لها.
٢- الإدارة يجب أن تتسم بالموضوعية
الإلتزام بالموضوعية يعني أن تكون منطقياً في قراراتك و إدارتك بشكل عام، ومن أكثر القضايا الشائعة في هذا المجال هي عدم مقدرة معظم أصحاب الأعمال على الفصل بشكل فعال وصحيح بين أعمالهم وبين أنفسهم، فمعظم رجال الأعمال مثلا لا يستطيعون تقمص صفة المدير التنفيذي الحقيقي الذي يرى بعين الخبرة وينظر لمصلحة العمل فقط عند إتخاذ القرارات الحاسمة أو الحساسة و دون أي تحيّز يذكر و سواءً كان هذا التّحيز إيجابياً أو سلبياً، فمثلا عندما يتعلق الأمر بأجره كمدير عما يقدمه من خدمات للشركة فأغلب المدراء إما أن يغالوا في رواتبهم أو أنهم لا ينصفون أنفسهم في مسألة الأجور، وكذلك الأمر عندما يتعلق الأمر مثلا بمراجعة كشف أو جدول الرواتب والأجور ويرغبون في تقييم أشخاص تربطهم بهم علاقة صداقة أو قرابة أو أن هؤلاء هم من القدماء بالشركة أو من مؤسسيها، لكن إنتاجهم وأداؤهم الحالي أصبح ضعيفا أو لا يتناسب مع طبيعة وأسلوب العمل التي فرضتها طبيعة الحياة والتطور، فنجد أن الكثير من المدراء يتهربون من اتخاذ مثل هذه القرارات أو يقومون بتفويضها إلى غيرهم. الموضوعية وتفهم الواقع هما من أساسيات نجاح أي عمل.
يجب أن تعلم أنك لست الشخص الأول الذي يواجه مشكلة في حياته المهنية، لا تتردد في طلب المشورة والمساعدة من أي شخص تثق به و بخبرته الإدارية في مجال الأعمال فربما تكون هذه النصيحة أو الإستشارة هي المنقذ لك من الوضع الذي أنت فيه، أنت لا تملك كل المعرفة حتى عن مشروعك، ربما طريقتك أو أفكارك رائعة حقاً، ومشكلتك هي في طريقة التطبيق وأسلوب الإدارة المتبع، ربما هناك طريقة ما توصلك للنجاح ولكنك تجهلها، لذا يجب عليك أن تكون منفتحاً على الأفكار الجديدة وأن تدرك أن الأفكار الرائعة لا يمكن ترجمتها الى واقع حقيقي في كثير من الأحيان.
٣- الاستثمار الدائم في فريق العمل
إن فريق عملك مهما يكن تقييمه لديك هو الذي أوصلك الى ما أنت فيه، من المهم جدا أن تعمل على تحويل موظفيك الى أصل من أصول الشركة وأن لا يتم الاستغناء عنهم بسهولة.
قد يكون فريق عملك لا يفهم طبيعة عملك أو العمل نفسه، ومن الممكن أيضا أن يكون هناك جزءا مهما من الفريق موجود فقط من أجل الراتب أو الأجر الشهري الذي يتقاضاه منك، بالطبع هذا ليس جيدا لأي عمل ولذلك يجب عليك العمل على خلق روح الفريق في شركتك متفهما لطبيعة العمل وأهدافه ومؤمنا بها أيضا.
إن وجود فريق عمل متخصص يعرف طبيعة العمل وأهدافه بدقة ويتمتع بروح الفريق يمثل ميزة هامة لا يعادلها أي شيء آخر في قطاع الأعمال.
٤- أهمية توسيع وتطوير شبكة العملاء في شركتك
تعرف على احتياجات عملائك وعلى رغباتهم واحتياجاتهم بدقة واعمل على توفيرها لهم ولو لم تكن مقتنعا بها، اعتمد في التخطيط لعملك على احتياجات الزبائن ورغباتهم وليس على ما تراه أنت مناسبا أو ملائما.
تذكر أن نشاطك التجاري موجود لتقديم الخدمات التي يطلبها عملائك، إن العرض والطلب هما أساس الاقتصاد بل ويعتبر قانون العرض والطلب المبدأ الرئيسي للتجارة أيضا. يجب أن لا يغيب عن ذهنك أن نشاطك التجاري يعتمد على معرفة رغبات العملاء وتحقيق احتياجاتهم.
إجعل رضا العملاء من أهم أولوياتك واستثمر بشكل جدي وسخي في دراسات السوق التي تساعدك على اكتشاف رغبات الزبائن و احتياجاتهم بعدها قم بإعداد الخطط التسويقية الخاصة بها والتي تتناسب مع طلبات واحتياجات الزبائن.
بالتأكيد لن ينجح عملك بالإعتماد على العملاء الحاليين فقط فأنت تحتاج الى تنمية دخلك وذلك لن يتحقق إلا بالوصول الى عملاء جدد، و بجعل منتجاتكم وعلامتك التجارية منطبعة في ذهن العملاء وثابتة في عقولهم لذا من المهم جدا أن تستثمر في وسائل الإعلان المناسبة لتحقيق هذا الهدف.
٥- إبحث عن جذر أو جذور المشكلة
أثناء قيامك بالبحث وجمع البيانات السلبية وتحليلها ستتكون لديك فكرة واضحة عن الأسباب الحقيقية التي أوصلتك الى هذه النتائج، ما ينصح به الخبراء الإداريون هو الوصول الى جذر المشكلة او المشكلة الاساسية وليس الغرق في المشاكل الفرعية لآنه عندما تقوم بحل المشكلة الأساسية أو الرئيسية فإن المشاكل الفرعية ستختفي تلقائيا، بينما العكس ليس صحيحا.
قد تكون الحلول صعبة وقاسية فمثلا يمكن أن تضطر الى تسريح بعض الموظفين او إجراء تعديلات جذرية في جدول الرواتب والأجور لتخفيض التكاليف أو ما شابه لذلك يجب عليك أن تكون جريئا في اتخاذ القرارات المصيرية لأن التردد لا ينفع مطلقا في مثل هذه الحالات والظروف الحرجة والشركة بحاجة الى إدارة حازمة للخروج من الوضع المتأزم.
يفضل في مثل الحالات وضع أهداف جديدة واضحة ومحددة. مع مراعاة أن لا يكون هناك عدد كبير من الأهداف ، لأن الجري وراء العديد من الأهداف في مرحلة حرجة من حياة المشروع يحتاج لبذل الكثير من الجهد وإلى المزيد من الاستثمارات المالية في الوقت الذي يفترض أن تدور أهدافك الانية حول التسويق وزيادة المبيعات أكثر من أي شيء آخر..
٦- الاحتفاظ بالأصول الثابتة للشركة لأطول مدة ممكنة
مهما كانت الصعوبات المالية التي تواجهها يجب عليك أن لا تتخلى عن الأصول الثابتة للشركة من عقارات، آلات أو أوراق مالية، لأنه بشكل بسيط هذه الأصول هي التي ستعتمد عليها للنهوض ثانية، خسارتها تعني النهاية الحتمية لمشروعك، لا تنسى أنه دائما يوجد من يتحين الفرص لشراء هذه الأصول من المنافسين، فالسوق مليء بقصص نجاح لشركات تمكنت من شراء أصول بأسعار بخسة من شركات متعثرة ماليا أو تمر بظروف إدارية صعبة وحققت أرباحا طائلة من جراء ذلك.
٧- الإدارة المالية التقليدية
هناك الكثير من المدراء التقليديين في الادارات المالية الذين ينظرون الى العمل المالي والمحاسبي من وجهة نظر ضيقة جداً و يختصرون العمل المالي وأهميته في نطاق ضيق جدا يقتصر على إعداد قوائم الديون لأرصدة الزبائن وأرقام المبيعات، ويقومون بتسجيل المصاريف، أو أنهم يحسبون الضرائب ومبالغها بشكل صحيح وإلى ما هنالك من بنود تكاليفية في الشركة ويهملون الجانب التحليلي الذي يجب تزويد الإدارة به.
إن الإدارة المالية الفعالة هي الإدارة التي تزود المستويات الإدارية العليا بالمعلومات اللازمة التي تساعدها على صياغة الأهداف القصيرة والبعيدة المدى وتساهم في صياغة الرؤية المستقبلية للشركة، كذلك الأمر تساعد و تزود الإدارات في المستويات الادارية المختلفة بالبيانات والمعلومات الضرورية لاتخاذ القرارات وتراقب بشكل دوري الانحرافات عن الموازنات التقديرية الموضوعة وتحلل تلك الأسباب وتساهم في وضع الحلول لمعالجتها.
بالطبع هناك الكثير من النقاط التي يمكن أن تذكر في هذا السياق، لكننا إرتأينا أن نقوم بتسليط الضوء على أهمها من وجهة نظرنا، والتي تم تصنيفها من قبل الخبراء الإداريين على أنها الأكثر شيوعا أيضاً.