- مايو 20, 2018
- تم النشر من قبل: Anas Mokayad
- التصنيف: مقالات

نحن لسنا في زمن الأزمة المالية، لكن الكرونه السويدية في أضعف أوقاتها أمام باقي العملات، كل الخبراء والمحللين الاقتصاديين والماليين لا يتوقعون تغير الحال في المدى المنظور وأن واقع الكرونة المتهاوي سيستمر لأكثر من سنتين على أقل تقدير.

حتى نفهم بدقة ما معنى سعر الصرف لعملة ما، يجب أن نقوم بتوضيح نقطة مهمة ورئيسية في هذا السياق ألا وهي:
” أنه لا يمكن أن يقول أي شخص ان الكرونه ضعيفة ويصمت، يجب أن يذكر مقابل أي شيء هي ضعيفة أو منخفضة، فمن يعمل في أسواق الصرف خاصة سوق العملات يعلم أن هناك ثنائيات تقاس بها أسعار الصرف فمثلا نقول أن الدولار قد ارتفع أمام الين أو أمام اليورو، أو أن اليوان الصيني قد انخفض امام الدولار وهكذا.”
سوف نتناول موضوع انخفاض سعر صرف الكرونه السويدية أمام العملات الأخرى على الأصعدة التي نعتقد بأنها أكثر أهمية من غيرها لما بها من أثر كبير في حياتنا كأفراد ومؤسسات على المدى المتوسط:
1- الكرونة الضعيفة وأثرها على العاملين في سوق العمل:
أن الكرونة الضعيفة تعني أن العاملين في السويد سوف يصبحون أقل قدرة على شراء السلع والخدمات المستوردة من خارج السويد، وهذا ينطبق للأسف على أغلب السلع الغذائية لأن السويد تستورد أغلب المنتجات الغذائية وهذا ما يفسر الحديث الذي جرى منذ أيام حول قيام أكبر سلسلة سوبر ماركت ICA بالحديث عن رفع أسعار المنتجات الغذائية المستورة لديها نتيجة الكرونه الضعيفة.
نحن تحدثنا عن السلع الغذائية لأنها تمس حياة الناس بشكل يومي وحساس لكن في الوقائع هناك الكثير من الجوانب التي سوف تتأثر نتيجة الكرونه الضعيفة نذكر منها:
- السفر والسياحة خارج السويد ستصبح مكلفة اكثر لان السويديين سيحصلون على يورو اقل او دولار اقل عند قيامهم بتدبيل الكرونه باليورو او الدولار.
- كافة مشتريات الأفراد من خارج السويد ستصبح أكثر تكلفة.
مثال بسيط يوضح أثر انخفاض سعر صرف الكرون مقابل اليورو على دخل الفرد:
من يحقق دخل سنوي مقداره 500,000 كرونة لقاء راتب ثابت وتم تثبيت عقده فانه حقق خسارة جوهرية مقدارها 5500 يورو، لأن الـ 500000 كرونة قبل شهرين فقط كانت تساوي تقريبا 53000 يورو بينما اليوم فانها تساوي 47500 يورو تقريبا.
أي أن مقدار الخسارة هو 5500 يورو.
2- الكرونه الضعيفة وأثرها على سوق العمل:
إن القطاع الحكومي والقطاع الخاص يقوم بدفع رواتب العاملين بالكرونه السويدية، الكرونه الضعيفة تعني أن تكلفة العمالة ستصبح أقل من سابقتها وبالتالي:
- صعوبة في إقناع العاملين بالقدوم للسويد والعمل فيها.
- صعوبة في إقناع العاملين الحاليين بالاستمرار بالعمل عند نفس مستوى الرواتب والأجور الحالية.
- احتمال قيام اصحاب الكفاءات من السويديين، او من هم من اصول اجنبية بالسفر للعمل خارج السويد.
3- الكرونه الضعيفة وأثرها على صعيد الصادرات والاقتصاد الوطني :
هناك اثر ايجابي للكرونه الضعيفة على الاقتصاد الوطني ويمكن أن نذكر أهم النقاط :
- زيادة الصادرات : نتيجة انخفاض تكلفة إنتاج البضائع المنتجة في السويد، مما يعطي ميزة سعرية للبضائع السويدية على مثيلاتها في السوق الدولي.
- من المحتمل أن يزداد الطلب على العقارات في حال دخول مشترين خارجيين الى سوق العقارات السويدية نتيجة زيادة قدرتهم على الشراء جراء حصولهم على كرونات أكثر عند قيام بتحويل أموالهم من الدولار أو اليورو لسداد قيمة عقاراتهم بالكرون
4- الكرونه الضعيفة وأثرها الاجتماعي:
في حال بقاء الكرونة السويدية منخفضة لمدة طويلة نسبية، (5 سنوات تقريبا) سيؤدي هذا على الأرجح لزيادة الصادرات كما ذكرنا آنفا ، مما يعني أن الطلب على العمالة سيزداد، هذا بدوره سيؤثر بشكل غير مباشر على سياسة الهجرة لأن الاقتصاد السويدي سيكون بحاجة أكبر للعمالة الرخيصة التي توفرها له الأيدي العاملة المهاجرة والتي عادة ما تعمل بمعدلات متدنية من الأجور.
وقد يقول قائل إن هذا لن يحدث لأن معدلات الأجور سوف تزداد بشكل تلقائي وطبيعي نتيجة انخفاض قيمة العملة السويدية ولكن الخبراء الاقتصاديين يعلمون علم اليقين أن هناك فجوة زمنية بين التضخم أوانخفاض قيمة العملة وبين استجابة السوق لرفع معدلات الأجور نتيجة ضغط العاملين على أصحاب الأعمال لرفع أجورهم، لكنهم يماطلون في الاستجابة السريعة لهذا الطلب لكي يضمنوا تحقيق عوائد مادية من جراء استئجارهم للعمالة الرخيصة.