- أكتوبر 22, 2019
- تم النشر من قبل: Anas Mokayad
- التصنيف: مقالات

يشبه الكثير من المختصين في مجال التسويق والأعمال غياب الموقع الالكتروني للشركة مثل الذي يملك سيارة ولكنها خالية من الوقود، أو كمن يقفز من الطائرة بدون مظلة، والى ما هنالك من تشبيهات مختلفة. ما مدى صحة هذه المقولات وكيف يمكن أن نفهم أهمية وجود موقع إلكتروني للشركة وماذا يمكن أن يحقق للشركة من فوائد، و بمعنى آخر ما هي الأسباب التي تدفعك لإنشاء موقع الكتروني لشركتك او مشروعك؟
في الحقيقة عدم الظهور على صفحات الويب أصبح يهدد وجود الشركة أو المشروع بحد ذاته، لأنك إن لم تتخذ هذه الخطوة إلى الآن فإن المنافسين قد قاموا بها منذ زمن، مما يسمح لهم بتحقيق أهدافهم بشكل أفضل وزيادة حصتهم السوقية على حساب أولئك الذين لم يتخذوا القرار بعد بالدخول إلى عالم الانترنت.
ماذا يحقق الموقع الالكتروني للشركة؟
يمكننا هنا ذكر أهم فوائد الموقع الإلكتروني:
- يرفع وجود الموقع من مصداقية الشركة ويولد ثقة أكبر للزبائن لأن امتلاك موقع يرمز إلى حجم الشركة وقدرتها على اظهار نفسها ككيان منفصل له مزاياه ومضمونه الخاص.
- إمكانية الوصول الى عدد غير محدود من الزبائن المحتملين، مما يسمح بعرض المنتجات والخدمات لشريحة أكبر من العملاء وبالتالي زيادة المبيعات والأرباح.
- تحقيق فائض ووفورات في الموازنة الإعلانية للشركة، لأن التسويق الرقمي أقل كلفة وأكثر فاعلية من التسويق بالطرق التقليدية، مما يسمح باستخدام هذه الأموال في قضايا أخرى مثل التوسع وتطوير الخدمات في الشركة.
- دخول عالم التسويق الرقمي يسمح لك بالحفاظ على حصتك السوقية إن لم يسهم في زيادتها، لأن المنافسين قد قاموا بذلك و مازالوا يقومون به لذا امتلاكك لموقع إلكتروني يمكنك من مجاراتهم والمحافظة على رقم مبيعاتك في السوق.
- إمكانية استخدام برمجيات وتقنيات الهاتف المحمول في التسويق لمنتجاتك وخدماتك، إن الهاتف المحمول أصبح في متناول الجميع البالغين واليافعين على حد سواء، وتشير الدراسات أن الأفراد يقضون معظم ساعات فراغهم وهم يتصفحون الإنترنت عبر هواتفهم النقالة، في الواقع لقد تجاوز الأمر وقت الفراغ وتشير الاحصائيات الى أن الكثير من العاملين يتصفحون الانترنت أثناء عملهم ايضا، كل هذا يجعلهم هدفا سهلا للإعلان عن خدماتك ومنتجاتك.
- الاستفادة من خدمات التجارة الالكترونية، يوماً بعد يوم أصبحت خدمة التسوق عبر الإنترنت متاحة في كثير من المواقع الالكترونية وهي في ازدياد نظراً للتطور السريع في هذا المجال مما يوفر الكثير من التكاليف والمصاريف الإدارية ويزيد من جودة وكفاءة السلع والخدمات المقدمة.
هل يمكن الاكتفاء بصفحات التواصل الاجتماعي؟
لا ينكر الكثيرون أهمية الانترنت، لكنهم يعتقدون أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك او إنستغرام هو بديل سهل وقد يكون مجاني يمكنه أن يحل مكان الموقع الإلكتروني ولكن هذا الكلام غير دقيق للأسباب التالية:
- إن مواقع التواصل الاجتماعي معدة لإظهار المعلومات ببنية ثابتة تعتمد على ترتيب الأحداث وفق تسلسل زمني ووفق تصميم ثابت ومتشابه بين جميع الصفحات، فلن يكون هناك أمكانية إجراء تعديلات جذرية على طريقة العرض أو الخصائص، بينما في موقعك الإلكتروني تستطيع التحكم بالاظهارات والتصاميم كيفما تشاء، علماً أن تصميم الواجهات وطريقة عرض المحتويات يلعبان دوراً كبيراً في قرار الشراء للمستهلكين خاصة على الانترنت.
- تخضع مواقع التواصل الاجتماعي جميعها لشروط وقواعد استخدام أصحاب هذه المواقع، وكافة المعلنين هم عملياً تحت رحمة هذه المواقع الاجتماعية وقرارتها، فمثلاً قد تقرر إدارة الفيس بوك حذف محتوى أو إغلاق صفحة ما كلفت صاحبها أو أصحابها الكثير من الجهد والمال حتى أصبحت الوسيلة الرئيسية وأحيانا الوحيدة للتسويق لديهم، وفجأةً يأتي قرار إيقاف الصفحة والذي قد يكون نتيجة تبليغات من منافسةٍ غير شريفة ليوجه ضربة قاصمة لهذا الشركة. إن وجود الموقع الالكتروني يمنع حصول هكذا مواقف ويضفي على الشركة مظهر الاستقلالية في التسويق والترويج لخدماتها ومنتجاتها.
- إن التسويق عبر وسائط التواصل الاجتماعي ليس مجانية ويتم عبر إعلانات ممولة. عند وجود موقع ويب يمكن ربط التسويق الممول بالموقع وتحويل التفاعل إلى زيارات مباشرة إلى الموقع وهذا له دور كبير في تعريف الزائر بنشاطات وخدمات الشركة المتنوعة بشكل مفصل. ستسمح هذه الاستراتيجية على المدى القريب والبعيد بتجميع كل جهود التسويق المستخدمة عبر الوسائل المختلفة مما يسهل الانطلاق ضمن حملات تسويقية مدروسة تمت بناء على تحليل دقيق للبيانات المخزنة.
- نقطة مهمة جداً تخص نتائج البحث على محركات البحث، مواقع التواصل الاجتماعي يهمها أن تظهر هي أولاً في محركات البحث على الإنترنت وليس محتويات صفحتك فأنت محتوى كلياً في هذه المواقع وليس العكس ويتم التحكم بعرض المحتويات بناءً على خوارزميات معقدة مرتبط بالتمويل المادي، بينما موقع الويب فإنه سيظهر عبر محركات البحث بشكل مجاني ويعتمد على مهارات المطورين الذين قاموا بتطوير الموقع.
كلمة اخيرة تعتبر التكنولوجيا اليوم هي الصناعة الساحبة أو القاطرة التي تسعى خلفها كافة الصناعات الأخرى، وهي المحرك الأساسي للقطاعات الاقتصادية الاخرى، بل للاقتصاد العالمي ككل، و يمكن تشبيهها اليوم بصناعة النسيج التي كانت هي الصناعة القائدة في بريطانيا، وساهمت في ظهور الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر التي بدأت في بريطانيا وانتشرت بعدها الى باقي دول غرب أوروبا.
إن تجاهل الاستثمار في قطاع التكنولوجيا عمولاً والانترنت خصوصاً وعدم الاستفادة من إمكانياتها وخصائصها المتعددة يعتبر خطأ استراتيجياً كبيراً من وجهة نظرنا، دفعت ثمنه الكثير من الشركات سابقاً وستدفع ثمنه كل الشركات التي ستتجاهل هذا القطاع لاحقاً.